ها هو حزيران / يونيو الحادي والأربعون يحمل مرة أخرى حقائبه المثقلات بالشجون والأشجان . يرحل عن فضاء الوطن . يغادره ولا يغادره . يغادره رقما ، ويبقى ساكنا إياه هما مستداما . وها هو حزيران الثاني والأربعون يدخل أجندة القضية الفلسطينية بكل إفرازاته الإحتلالية الكارثية المأساوية ، مشكلا واحدا من أخطر مفترقاتها التاريخية والجغرافية .
التاريخُ كما نفهمه ُ صورة مقربة تعكس واقع حركة الانسان في محيطهِ بغض النظرِ عن ماهية هذه الحركة وزمانها ومكانها الا انها مجملا بدأت مع بداية وجود الانسان على هذه الارض. وكلمة التاريخ الانساني كلمة كبيرة ومعبرة ومثيرة للفضول ِوالشغف ِوالرعب ِ ايضا؟
يحيي الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل وفي الشتات الذكرى السنوية الستين لنكبته التي ما زالت تعايشه ، وتستوطن حنايا ذاكرته ، وكل تضاريس وجدانه وأحاسيسه . وقد يظن البعض أن النكبة الفلسطينية محصورة في اليوم الخامس عشر من شهر أيار / مايو 1948 . وحقيقة الأمر أن هذا اليوم في التاريخ الفلسطيني الحديث قد أصبح عنوانا ومدخلا إلى النكبة الفلسطينية التي ابتدأت فعليا قبل هذا التاريخ ، و هي لم تقف عنده ، وتجاوزته بتداعيات وإفرازات كارثية ، أضيفت الى سجلها طيلة ما تبقى من القرن العشرين المنصرم ، لتدخل القرن الحادي والعشرين وما زالت مفتوحة على المزيد من المآسي .
خلال الأزمة اللبنانية الأخيرة، قفزت بالضرورة أسئلة خطيرة عما كان قد جرى قبل أشهر في «نهر البارد»، ذلك المخيم الفلسطيني الذي يبدو أن البعض ارتكبوا جريمة استخدامه لإخفاء قاعدة عسكرية لمن سموا أنفسهم في حينه «فتح الإسلام»، فيما الأصح أن نقول عنهم أنهم كانوا «فتح الأغبياء»!
الطباق مفردها طبقة وهي ثكنات المماليك بقلعة الجبل، وكانت كل طبقة تضم المماليك المجلوبين من بلد واحد. وقد اهتم سلاطين المماليك بتربية مماليكهم وهم صغيري السن، وكانوا يعتبرون هؤلاء المماليك بمثابة عنصر الجيش المملوكي الذي كان ينقسم إلى:المماليك السلطانية، أجناد الحلقة (وهم محترفي الجندية من مماليك السلاطين السابقين)،مماليك الأمراء (وهم شبه المماليك السلطانية غير أن هؤلاء تابعين مباشرة إلى الأمراء).
نحن هذه الأيام مع العدد السنوي ستين على اغتصاب فلسطين العربية، وإقامة كيان صهيوني تفريغي إحلالي معتد ٍ كمشروع مركز متقدم تكون مهمته الأساسية ضمان مصالح الاستعمارالكولونيالي، فالامبرطورية الامبريالية تاليا في وسط ومركز العالم ،المكتنز بالإمكانات والثروات الاستراتيجية المتعاظمة، وذلك تحت اسم ذي دلالة - «إسرائيل » - يغطي مجموعة الأسانيد غير العلمية ولا القانونية ولا التاريخية ولا الأخلاقية وبالتالي غير الشرعية،