تعيش الأنتليجانسيا العربية في الغرب حالة من الخيبة والتراجع شبيهة بتلك الحالة التي كانت عليه هذه الانتيليجانسيا في موطنها الأصلي , ورغم أن هذه النخبة غادرت موطنها الأصلي باتجاه عواصم المنفى بحثا عن الهامش الواسع للحريّة والإبداع إلا أنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة بل الأكثر من ذلك أنه تعطّلت لديها حركة الإبداع وذلك يعود لأسباب عديدة منها فقدان النسيج الثقافي العربي حيث أغلب العرب الموجودين في الغرب تهمهم العملة الصعبة أكثر من الهم الثقافي والقضايا العربية , ومنها إنقطاع تواصل هذه النخبة مع المنابر الإعلامية والثقافية العربية الأمر الذي أدى بها إلى أن تعيش عزلة حقيقية انعكس كل ذلك على أدائها الإبداعي الذي انطفأ مع مرور الإيام والشهور.
يبدو ان موضوع المرأة والانتخابات سيطل برأسه علينا بين الحين والاخر ليشعل جذوة النقاش بين المختلفين حوله فيثور العجاج وينهال الغبار ثم تنقشع المعركة بلا غالب ولا مغلوب، لتعود فتندلع من جديد لنكرر نفس المقال ونتبادل الشتائم بمثلها او بأسوأ منها!! والمضحك في النقاش هو الخلطة الغريبة التي نراها في تخريجات فقهية عبقرية تجيز ممارسة المرأة للتصويت والترشيح في ظل آلية ديموقراطية تجعل الحكم للاغلبية لا للشرعية الفقهية، لكن فقهاءنا الافاضل لا يفقهون الفرق الجذري بين القضيتين وان تكييفهم الفقهي لنظام علماني اشبه ما يكون بتخريج لباس الراهبات النصرانيات وفق النصوص الشرعية.
يعيش البيت العربي وضعا انفلاتيا في مشاهدة القنوات الفضائية التي اقتحمت البيوت دون استئذان وشاركت الأسرة في خصوصياتها وفي أدق علاقاتها الاجتماعية. وبدأت العلاقة بين أفراد الأسرة تأخذ شكلا مغايرا للمفاهيم الأسرية التقليدية فأصبحت القنوات الفضائية شريكا للأسرة والمدرسة في تربية النشء إن لم تكن هي الأول في هذا السياق. فهي تحدد للأسرة مواعيد تناول الطعام ومواعيد الزيارات والتواصل الاجتماعي. فمن أجل مباراة كرة قدم مثلا يمكن لرب الأسرة أن يلغي كل الالتزامات العائلية وكل المواعيد مع الأصدقاء. فما بالك بالأطفال الذين يقضون الساعات والساعات في التنقل بين القنوات الفضائية بلا حسيب أو رقيب ويشاهدون البرامج الغث والسمين منها. وفي أيام العطل والإجازات أو في رمضان يصلون الليل بالنهار في مشاهدة البرامج والمسلسلات بصورة مذهلة لا يتركون مهلة حتى لالتقاط الأنفاس.
لكلمة (الحب) فعلها السحري العجيب في النفوس وجاذبيته الخالبة التي لا تقاوم، وهذا ما يفسر تسنّمها قمة هرم الالفاظ المستعملة في التواصل الانساني قديما وحديثا، لكن هذه الهالة المضيئة التي تلفها تستغل بطريقة بشعة من قبل كثيرين يرون فيها عقارا للتخدير يسهل لهم خداع ضحاياهم، فما اكثر الجرائم التي ترتكب باسم الحب وبيد المحبين المزيّفين!
ولى وطن آليت ألا أبيعه
ولا أرى غيري له الدهر مالكاً
تتميز محافظة المنيا عروس الصعيد مسقط رأسي ومهد صبايا بأنها نسيج متداخل بين المسلمين والأقباط منذ دخول الإسلام مصر وحتى غزت المنيا جحافل المغول الجدد وأمراء الظلام في نهاية السبعينات ، ولعب شيوخ التطرف على أوتار الطائفية وأججوا نيرانها رغم جهود العديد من المخلصين.
كثير من القرارات التي تصدر في هذا البلد تجعل الحليم حيران حقا! فلا يستطيع ان يستوعبها ليعرف مسبباتها ومسوغاتها، والظروف التي اقتضت صدورها على هذا النحو وفي هذا التوقيت بالذات، ولذا فإن المشكلة لا تكمن في قرار ارتجالي بعينه بل بالآلية التي تتم عبرها صناعة القرار بصفة عامة، وفي بعض الاحيان تسير الامور في صورة منكوسة معكوسة تشبه التفكير ببناء الدور الرابع من مبنى قبل التفكير بوضع اسس الدور الارضي!! وما القرار الصادر بإغلاق كلية الشريعة ودمج ما يمكن دمجه من اقسامها العلمية بكلية الحقوق إلا نموذج معبر عما نعيشه من قرارات فطيرة غير نضيجة لم تختمر تصوراتها بعد في اذهان صانعيها!
" على النساء ان ينتظرن الاجماع الشرعي، و الاهم من ذلك عليهن ان يفهمن ان الحالة الاجتماعية لا تسمح بمشاركتهن السياسية. المجتمع غير مهيأ ابدا" - احد انصاف الحلوليين لم يشأ ذكر اسمه
عافاك! و بنفس المنطق على الجوعي و المشردين ان ينكتموا في غيظهم و ينتظروا انفراج الحالة الاقتصادية رغم ان الجميع يعلم انها لا تنفرج الا اذا عملنا على ذلك.