من المؤسف حقا، أن تتحول منظمة الامم المتحدة الى مطبخ للقرار السياسي الخادم للمصالح الاميركية بهذه الصورة المكشوفة جدًا، إذ تختلط الرغبات الاميركية بنص القرار الدولي بطريقة يصعب فيها التفريق بين الإثنين، فأخذت هذه المنظمة تتهيأ شيئا فشيئا للقيام بدور المفتي في محاكمنا العربية.
هل يقوم الجيش اللبناني بإغلاق الحدود مع سوريا ويشتبك مع جيشها؟ وهل سيقوم بتطويق مخيمات اللاجئين الفلسطينيين؟ وهل سيصبح انخراط حزب الله في الصراع محتومًا؟هل تتفاقم حالة الانقسام في لبنان ويطالب البعض بالفيدرالية؟ هل تتحول حالة التجزئة في العالم العربي إلى حال تفتيت فسيفسائي؟ وأخيرًا هل المسؤولون العرب أغبياء أم جبناء أم عجزة؟
الفساد بمفهومه العام عندنا بالمغرب نهب واسع من طرف الطفليين والبيروقراطنيين على مدى عقود لمال الشعب و الثروات الوطنية. إن أغلب التجارب التي اعتمدت على الخوصصة أظهرت بجلاء أن المفسدين الكبار عندما تراكم لديهم المال المنهوب كانوا يفترسون الملكية العامة
أظن أن السبيل الأجدى والأنجع للإعداد لمستقبل أفضل هو اعتماد استراتيجية تنموية متوجهة إلى الذات ومعتمدة على عوامل داخلية يتم التحكم فيها عوض جعلها ترتكز على عوامل خارجية لا يمكن التحكم فيها كما هو حاصل إلى حد الآن بالنسبة للمغرب. وعلى هذه الاستراتيجية أن تأخذ في حسبانها القيم الاجتماعية و الثقافية للبلاد.
لم تشكل النتائج التي توصل إليها رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري صدمة مفاجئة للمتابعين والمراقبين، فالقاضي الألماني ديتليف ميليس المتخصص في متابعة القضايا الأمنية الدولية الشائكة لم ينجح في تقديم تصور مقنع مؤيد بالحجج والأدلة لإثبات صحة دعواه
بين الفينة والأخرى تنطلق دعوات (محاربة الفساد) من مختلف طبقات الهرم السلطوي وأطياف النسيج السياسي في البلاد، وربما تبع تلك الدعوات تشكيل لجان خاصة وفرق عمل هدفها تحويل تلك الدعوة الى حرب حقيقية تطهر بها البلاد والعباد من رجس ذلك الشبح الكريه،
لا يجوز أن تنجح المقاومة في الحرب وترسب في السياسة. في هذه الحال، سيكون حكم التاريخ عليها قاسيا. هي كادت أن ترسب في امتحان التاريخ لولا أنها غلّبت، في لحظة مباركة، عقل الثورة الإستراتيجي على قلبها العاطفي المترع بالحماسة. الرأي ، دائمًا، قبل شجاعة الشجعان.