الحملة الشرسة على الإسلام ومقدساته في الدانمارك والنرويج وغيرها من البلدان الغربية لم تنطلق بشكل مفاجئ من خلال رسومات مهينة لنبينا الحبيب محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام والتي كانت وراءها جريدة يولاند بوستن الدانماركية, بل إنّ الحملة على هوية المسلمين و حضارتهم و ثقافتهم ترتبط بمشروع متكامل في الجغرافيا الغربية وهذا المشروع على تماس مؤكّد مع الإستراتيجية الأمريكو- صهيونية
إن الإسلام والمسلمين هم في مرمى هجمات استهدافية مخطط لها، تنضح أحقادًا وكراهية واتهامات باطلة لا اساس لها من الصحة، واغلب الظن انها سوف تتوالى ولن تقف عند حد. ويؤكد هذا الطرح اعادة نشر هذه الرسومات بشكل واسع وتحد سافر غير متورع للمسلمين من قبل العديد من الصحف والفضائيات والمواقع الالكترونية الغربية.
حتى يتمكن مواطنو قرية بلعين من حماية ستة دونمات من أراضيهم الزراعية التي أبلغتهم قوات الاحتلال عن نيتها مصادرتها لبناء برج مراقبة لجدار الفصل العنصري الذي يبنى على قريتهم الواقعة غرب رام الله بالضفة الغربية، نجح فجر اليوم الأهالي وعشرات المتضامنين الأجانب في بناء غرفة إسمنتية في الموقع المحدد لحمايته من المصادرة والتجريف.
إلى فترة قريبة نسبيا كانت أوروبا تمثل في نظر العالم الإسلامي قارة التسامح ومهد التعقل في ميدان العلاقات السياسية والإنسانية التي تمتد حبالها بين الطرفين، وكان التطرف الأميركي في التعامل مع الإسلام والمسلمين والدعم اللامحدود الذي يقدمه للكيان الصهيوني عاملا أساسيا في تأسيس تلك النظرة المقدرة والمستشعرة لحيادية أوروبا النسبية،
ومن طنجة إلى جاكرتا تحركّت أمة المليار ملتزميها و منحرفيها، المصلين وتاركي الصلاة ، الصائمين و المفطرين، المجاهدين والقاعدين , العلماء و العوام , المثقفين وغير المثقفين، و لم يبق مسلم يمشي على ظهر الأرض إلاّ وتحركّ ضميره و إستيقظ شعوره و إهتزّت كرامته، وشعر أنّه طعن في عقيدته ودينه و شرفه ومروئته وتاريخه و حضارته و ثقافته و جغرافيته.