عوامل متعددة أسهمت على مرّ التاريخ في نشؤ الدول وتطورها وبناء العلاقات في ما بينها. لعل أبرز هذه العوامل توازن القوى دائما وتوازن الإرادات أحياناً.المقصود بتوازن القوى نزوع كل قوة (دولة) إلى التفوق على منافسيها ببناء نسبة أكبر من القدرات، وبعقد تحالفات مع قوى متجانسة في المصالح والتطلعات للتعادل مع قوة أو تحالف قوى منافسة أو للتفوق عليها.
العصيان لون من ألوان التمرد. عندما يكون العصيان مسلحا يسمّونه إنقلاباً عسكريا. عندما يكون غير مسلح يسمّونه انتفاضة. أين الوضع في لبنان من هذه التسميات؟ إنه أقرب ما يكون إلى عصيان متعدد الألوان والأوصاف. لكنه يتصف في الغالب بخصائص عصيان لاعسكري.
هذا العدد الضخم يدل على أن مفهوم الإرهاب لدى الإدارة الاميركية مفهوم هلامي فضفاض واسع، ولو لم يكن كذلك لما بلغ عدد المصنفين تحت مسمى «إرهابي» هذا العدد الضخم! وهذا يستدعي من عقلاء العالم وقفة جادة في وجه هذا التهاون الذي أدى ويؤدي إلى تصفية واعتقال الأبرياء بدعوى أنهم إرهابيون من دون أن تعرف حقيقة التهم الموجهة إليهم، والأسس التي تم وفقها ترسيمهم بهذا اللقب المدمر الكريه!
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نعترف على أن هذه الرسومات الساخرة من النبي صلى الله عليه وسلم كما تم نشرها في الصحيفة الدنماركية Jyllands-Posten وأعيد نشرها في صحف أخرى لم تكن بريئة وأنها عدوانية بكل المقاييس. وأكثر من ذلك، بنشر هذه الرسوم تم الاعتداء أخلاقيا وقانونيا على حرية الصحافة والتعبير.
إذا كانت هذه الغارة الإجرامية على حمى الأمة الإسلامية يحسبها الكثيرون ضارة، ومحبطة للعزائم والهمم، فإنها على عكس ذلك منشطة، ودافعة، للوقوف مرة ثانية، شريطة أن تحضر فريضة التفكير، كرد فعل يقارع حرية التعبير، التي من المؤكد أنها ستختفي بمجرد، أن تجد ندٍّا لها، يعرُّفّها حقيقتها، ويشعرها بأن هناك ردعا صارمًا، يستمد قوته من العقيدة التي تتهكم بها هذه الحرية الساقطة، ولو اقترنت بالتعبير الحضاري الذي يدعونه زورا وبهتانا.
وما رأيناه من صور ومشاهد لتظهر بجلاء الوجه القبيح للولايات المتحدة الأمريكية، وإذا كانت هذه هي الديمقراطية التي ترفع لوائها إدارة بوش وطاقمها المتعجرف فلا غرابة أن تشتد المقاومة على حضورها في العراق من أجل استعادة الأرض وتنقية العِــرض.
لبنان اسم مكان. إنه ليس دولة أو وطناً. الدولة كيان سياسي وقانوني يقوم على إقليم وشعب وسلطة ذات سيادة. الإقليم مختلَفٌ بين اللبنانيين على رقعته ومساحته وحدوده. الشعب فيه شعوب بمعنى طوائف متنافسة، متناحرة، وأحياناً كثيرة متقاتلة. السلطة فيه ثلاث نظرياً، بحكم الدستور، وثماني عشرة عمليـاً، بحكم عدد الطوائف. وهي سلطة ضعيفة السيادة على الطوائف في الداخل، فاقدة لها أحياناً كثيرة حيال الدول في الخارج.