عندما كنت صغيرا
كانت الأشياء في عيني فراشاتٍ كبيرة
كانت الأيَّام كالألعاب عندي
كلُّها كانت مثيرة
كانت الأصوات في روحي غناءٌ
نَبْضُها دقَّات قلبٍ يافع الأحلام لاهٍ
وابتساماتٍ وغيرة
كنت فجراً يشرب الإصباح عذباً
كالعصافير النَّضيرة
وردةً تختال عطراً
قطرةَ تنساب طهراً
بلبلاً بالحبِّ يشدو من أغانيه القصيرة
يملأ الدُّنيا حياةً في لياليها المطيرة
كنت في أعماق أميِّ
دمعتا حبٍّ وحزنٍ
فوق خدَّيها تهادا
مِن مخاوفها الكثيرة
قبلةً فاضت حناناً
بسمة شعَّت أماناً
مثل أقمارٍ منيرة
كان إبلاجٌ يشعشع في عيوني
والرَّبيع الحلو يصحو في غصوني
والهوى ينمو بقلبي مثل فطرٍ بعد أمطار غزيرة
لم أكن أعرف صيفاً .. أو شتاءً .. أو خريفاً
كلُّها كانت ربيعاً
في حقولي المستديرة
لم أكن يوماً لأعرفَ أنَّني مذ شدَّ عودي
كنت أعزف للسَّعادة
لحن أغنيتي الأخيرة