الكذبات الكبيرة لا تنكشف بسهولة

 

الكذب أنواع أوله الكذب الدبلوماسي مثل أن يتصل بك شخص ثقيل الظل، ليزورك في البيت، فتقول له: إنك في الصناعية لأن سيارتك تعطلت، فيرد عليك: والسيارة التي عند بيتك لمن؟ فتقول له: يا ألله مع السلامة.. بطارية جوالي انتهت، ثم تغلق الخط في وجهه!

وهناك الكذب الإداري كأن تدخل على المدير مغطيًا نصف وجهك بشماغك، وتخبره بأن أحد أقاربك توفي، وأنك بحاجة إلى إجازة!

وهناك كذب الإسقاط كأن يصر الطالب الراسب على أن المدرس أو دكتور الجامعة هو الذي رسبه لأنه يغار من شدة ذكائه، ويخاف أن يصبح معيدًا فيحتل مكانته!

وهناك كذب الوهم مثل أن يقول لك طالب إنه سلم لك دفتر الواجب، مع إنه لم يفعل ذلك!

وإليك بعض قصص الكذابين، وتستطيع تحديد نوعها، ولكن تذكر حين تكذب أن الكذبات الصغيرة ينكشف أمرها بسهولة، أما الكبيرة فلا. وإليك أخيرًا هذه النصيحة من مجرب: إذا كنت كذوبًا، فكن ذكورًا!

? المعروف عند كتابة البحوث أن يبدأ الطالب بالكتابة في بطاقات،ثم يجمعها في مسوَّدَة (بتشديد الواو، وليس الدال كما ينطقها الكثير)، ثم بعد ذلك يكتب الصيغة النهائية للبحث، لكن في هذه القصة قام الطالب بنقل المسودة من البحث الأصلي . فلماذا؟

اقرؤوا(إن شئتم) هذه القصة: كاد يقع في ورطة كبيرة، حينما طلب منه دكتور مادة البحث مسوّدة بحثه الذي ادعى أنه كتبه بنفسه، طلب من الدكتور مهلة ليذهب إلى المنزل ويحضر المسودة، وافق الدكتور مرغمًا أمام إصرار الطالب على أنه هو الذي كتب البحث بنفسه، ولكنه أعطاه إلى مركز خدمات الطالب لطباعته بالكمبيوتر.

المشكلة أن الطالب (س) لم يكتب البحث بنفسه أبدًا، ولم يكن لديه مسودة للبحث كما ادعى، فماذا فعل؟

كان لديه في (العزبة) نسخة من البحث مصورة، فرجع مسرعًا وأحضر أوراقًا وأقلامًا مختلفة الألوان، واستدعى زملاء (العزبة)، وأخبرهم بورطته، ووعدهم بوليمة دسمة وأن يرد لهم الجميل في زنقات مماثلة. بدأ الجميع في نقل البحث مرة أخرى بخط اليد، مع تنويع الألوان حتى يبدو البحث مكتوبًا على عدة أيام، وعاد في المساء إلى الجامعة وسلم المسودة الجديدة للدكتور الذي صدقه مرغمًا على الفور!

? كعادة الكذابين، حينما يرغبون في إجازة، يدعون وفاة قريب أو صديق، وتستمر الأعذار والوفيات حتى يقضي الكذاب على آخر فرد في أسرته،حتى وإن كانوا لا يزالون جميعًا على قيد الحياة!

ولأن حبل الكذب قصير كما يقال، فقد كاد هذا الحبل يشنق هذه المرة صاحبنا المعلم الجديد!

اشتاق هذا المعلم الجديد لأهله ولطبخ أمه اللذيذ، وسئم من حياة العزوبية، والطبخ والنفخ، والفول والتميس، فقرر أن يفتش عن حيلة يحتال بها على المدير والنظام،لينتزع من بين أنياب العمل يومين يقضيهما في أحضان أسرته!

دخل المعلم حزينًا على المدير وقال له: لا أراك الله مكروهًا، فقد علمت للتو أن جدي لوالدي توفي، وجئت أستأذنك للسفر إلى (الديرة) لاستقبال المعزين مع والدي.

فرت دمعة يتيمة من عين المدير، ووافق على الفور، وطلب من المعلم نقل التعازي لوالده نيابة عن منسوبي المدرسة.

بعد ثلاثة أيام من رحيل المعلم اتفق المعلمون في قرار جماعي هو الأول من نوعه في تاريخ المدرسة على السفر جميعًا للقيام بواجب العزاء والعودة في اليوم نفسه. وفعلًا ما هي إلا لحظات حتى تبرع أحد المعلمين بسيارته، وتبرع آخر بالقيادة، وآخر تبرع بالبنزين .

ساعات قليلة حتى كان المعلمون يسألون أهل الديرة عن المعلم المكلوم بوفاة جدة، وما هي إلا لحظات حتى كان جرس منزل المعلم يقرع، خرج والده ورحب بالضيوف الذين قدموا له التعازي على وفاة والده!

وبعد أن دخلوا أخبرهم أن والده لا يزال على قيد الحياة، وأنه بصحة وعافية، فأخبروه أن ابنه هو الذي نقل لهم هذا الخبر الفاجع!

استدعى الأب ابنه لاستقبال طاقم مدرسته، ففجع من هذه المصيبة التي حلت عليه، فدخل بعد تردد طويل فرحب بهم وأقسم عليهم بالبقاء للغداء، خصوصًا أن اليوم هو الخميس، فوافقوا على الفور نكاية به، وصارت القصة نكتة على ألسن المعلمين.

? كان أحد الطلاب يسير ببطء أثناء صعوده الدرج ذاهبًا إلى فصله بعد ضرب الجرس، فلما نهره المعلم وطلب منه زيادة السرعة أخبره أنه قام بعملية جراحية، فدعا له المعلم بالشفاء، ثم سأله المعلم تطفلًا عن نوع العملية(والفضول عادة سيئة لدى المعلمين وأنا أحدهم) فقال: عملية بواسير!

كثير من الطلاب يصابون بالبواسير بسبب كثرة الجلوس،أما المعلمون فقد كفاهم الله شر هذا المرض لأنهم يقفون داخل الفصل دائمًا.. ولكن إذا حدث أن أصيب معلم بالبواسير فاعلم أنه من المعلمين الذين يجلسون أثناء الحصة!

أحد المعلمين أصيب بهذا المرض، وطال غيابه عدة أسابيع، وبعد ذلك أجرى العملية التي تكللت بالنجاح فغاب شهرًا كاملًا فترة نقاهة، ثم عاد إلى المدرسة، وهو ما يزال يسير كإنسان آلي!

مشكلة البواسير أنها من النوع الذي(لا ينشكى ولا ينبكى) ولا تستطيع أن تخبر أحدًا (سوى المدير طبعًا) بإصابتك بها! وتظل تؤجل وتتناول الأدوية أملًا في الشفاء، ولكن في النهاية لا مفر من العملية، فتخبر أصدقاءك أنك مسافر إلى إحدى الدول العربية للاستجمام والاستحمام، ثم تذهب إلى المستشفى وتجري العملية وسط تكتم شديد. وبعد خروجك من المستشفى تضطر مرغمًا إلى شراء هدايا من البطحاء ومنفوحة لأصدقائك وأقاربك لأنهم يعتقدون أنك كنت مسافرًا لقضاء إجازة سعيدة!

? قبل أن أسرد لك هذه القصة سأسألك سؤالًا فلسفيًا لا علاقة له بما بعده، ولا ما قبله، فلا تذهب بك الظنون بعيدًا..وتأكد أن مجرد طرح السؤال أهم من الجواب غالبًا!

السؤال يقول: لو كان عندك ثلاث بقرات، وعلف يكفي اثنتين فقط..فأيهن ستذبح؟

اتصل مدير إحدى المدارس بإدارة التعليم يشتكي رداءة ماء الشرب في المدرسة، وطلب منهم الإسراع بصيانة الخزانين العلوي والسفلي حرصًا على صحة الطلاب.اتصل عدة مرات، ولكن دون جدوى، فقرر أن يقوم بالمهمة بنفسه!

جاء إلى المدرسة بلباس رياضي يتناسب مع المهمة الشاقة، وصعد سطح المدرسة، ونزل في الخزان وقام بتنظيفه، ثم خرج منه ونزل إلى الدور الأرضي. وفي تلك الأثناء دخل مشرف الإدارة المدرسية إلى المدرسة، وقابل المدير في ملابسه الرثة الملوثة من تنظيف الخزان، وسأله عن المدير، فأخبره أنه موجود ولكنه مشغول قليلًا، فجلس المشرف في الإدارة وقال للمدير: أخبره أنني في انتظاره.

أسقط في يد المدير وقال: قل لي ماذا تريد منه؟

فقال المشرف: الأمر خاص بيني وبينه.

فقال له: أنا المدير!

فاستغرب المشرف من حالته، فأخبره بالقصة كاملة، فما كان من المشرف إلا أن أثنى على صنيعه، وأعطاه تقديرًا مرتفعًا!

 

 

 

 

 

 

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية