وَآخِرُهُنَّ قَدْ كَانَتْ
كَطُوفَانٍ بِلاَ مَاءٍ
يَنُوبُ الرُّعْبُ
عَنْ أَلْفَاظِهَا
وَالرَّسْفُ بِالأَصْفَادْ
مُخَادِعَةٌ لَعُوبٌ مُومِسٌ
أَلْقَتْ بِوَابِلِهَا عَلَى أَجَلِي فَأَرْدَتْهُ
وَأَرْدَتْ كُلَّ آمَالِي
وَمَالَتْ تَزْرَعُ الأَشْوَاكَ
فِي حِلِّي وَتِرْحَالِي
ظَنَنْتُ بِأَنَّهَا بَشَرٌ
كَكُلِّ النَّاسْ
لَكِنْ خَابَ إِحْسَاسِي
فَمَا كَانَتْ سِوَى سَيْلٍ
مِنَ الزَّفَرَاتْ
فِي زَمَنٍ تَوَسَّدَتِ المَآسِي
هَمَّنَا المُلْقَى عَلَى الأَكْتَافْ
وَاسْتَوْلَتْ عَلَى الأَقْوَاتْ
بَنَانٌ يَحْسِبُ الحُذَّاقُ
أَنَّ الأَمْنَ مَرْتَعُهُ
وَحَتَّى الشَّرُّ قَدْ سُكِبَتْ
لَدَى لُقْيَاهُ أَدْمُعُهُ
هُنَالِكَ كَادَنَا الحُسَّادُ
وَاقْتَطَفَتْ أَيَادِيهُمْ ثِمَاراً
رُبَّمَا كَانَتْ ..
أَشَدَّ مَضَاضَةً وَأَمَرَّ
فِي الجَوْفِ ..
مِنَ الحَنْظَلْ
كَقَلْبٍ قُدَّ مِنْ فُولاَذْ
خَانَتْنِي وَوَلَّتْ غَيْرَ آبِهَةٍ
وَمَا افْتَقَدَتْ سِوَى
رَقْمٍ مِنَ الأَرْقَامْ
لاَ يُجْدِي تَتَبُّعُهُ
وَأَلْقَتْ بِي كَمَأْفُونٍ أُلاَحِقُهُ
كَأَنَّ غِمَارَ هَذَا البَحْرِ
مِنْ جَفْنِي مَسَارِبُهُ
تَمَازَجْنَا كَكُلِّ النَّاسِ
فِي الأَوْهَامْ
وَاسْتَاءَ الأَسَى لَمَّا
رَآنَا نَنْسُجُ الأَحْلاَمْ
لَقَدْ خُيِّلْتُ مَخْلَبَهَا
بَنَانـاً يَزْجُرُ الآلاَمْ
كَمَا قَدْ خَالَهُ
غَيْرِي مِنَ الحُذَّاقْ
فِي أُفْقٍ يُضَعْضِعُهُ
أَنِينُ الحَيِّزِ المُكْتَظِّ بِالإِخْفَاقْ
وَخِلْتُ السَّاعَةَ الإِزْهَاقْ
أَنْفَاسِي تَلاَشَتْ
غَيْرَ أَنَّ نَجَاتَنَا فِيهَا
وَمَا هَذَا البَقَاءُ الأَجْوَفُ
.. وَغِنَاءُ حَادِيهَا
عَلَى قَارِعَةِ الإِبْقَاءْ
إِلاَّ نَغْمَةٌ أَشْجَى مَآقِيهَا
صَدَى الإِغْضَاءْ
فِي بَحْرٍ تُسَجِّرُهُ
أَنَامِلُهَا الَّتِي تَبْدُو ..
كَمَا الأَظْلاَفْ
فِي زَمَنِ الخُشُونَةِ
بَعْدَمَا اجْتَاحَ اللِيُونَةَ
صَوْتُكِ المَشْبُوبُ بِالإِجْحَافْ
.. وَحَتَّى الهَاتِفُ المَحْمُولُ
مِنْ يَدِكِ تَدَاعَى
بَعْدَمَا ارْتَاعَتْ ..
لَدَى الأُكْذُوبَةِ الكُبْرَى
فَرَائِصُهُ
وَلَيْتَ البَيْنَ ..
كَانَ الحَاجِزَ الأَوَّلْ
فَلاَ رَحَلَتْ رَسَائِلُنَا
لِبَحْرٍ مَا لَهُ سَاحِلْ
وَلاَ ضَمَّتْ ..
مَوَاخِيرُ المَلاَمَةِ
مِثْلَكِ أَشْلاَء
مُبَعْثَرَةَ النَّوَاهِدِ
لاَ وَمِيضُ النُّورِ
فِي العَيْنَيْنِ يُنْبِئُ بِالوَفَاءْ
وَنَخَّاسُ الرَّذِيلَةِ مَلَّهُ الإِعِيَاءْ
فَاسْتَدْعَى عَصَا الإِقْصَاءِ
وَاسْتَاقَ الإِمَاءْ
.. مِنْ دُونِ أَنْ يَصْحَبَكِ
أَيَّتُهُا اللاَهِثَةُ
خَلْفَ المَدَى المُفْضِي
إِلَى المَجْهُولِ
فِي غَيْرِ اتِّجَاهْ