بعد مرور ثلاث سنوات على الحادي عشر من سبتمبر وإعلان الإدارة الأمريكية الحرب على "الإرهاب"، ما يزال الرئيس بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير يصران على أن العالم أصبح أكثر أمناً بعد غزو أفغانستان والإطاحة بطالبان وغزو العراق واحتلاله والإطاحة بصدام حسين وإطلاق يد الكيان الصهيوني في فلسطين تنكيلا وتشريدا وتهديما وتقتيلا بشعب أعزل إلا من إرادته الصلبة في الحياة وعدم الركوع والرضوخ والاستسلام. لقد خاض بوش الابن حربين منذ أن تسلم سدة الرئاسة في يناير 2001 وما زال يصر، في حملته الانتخابية، على أن سياساته العدمية والحروب الاستباقية سوف تجعل العالم وأمريكا أكثر أمنا على حد قوله أثناء حملته الانتخابية في أيوا:"أمريكا مكان أكثر أمنا.. وأربع سنوات أخرى ستجعل أمريكا والعالم أكثر أمنا وسلاما." وفي شبكة التلفزة إن بي سي قال:"العالم أكثر أمنا لزوال صدام حسين." فهل أصبح العالم اليوم حقا أكثر أمنا واستقرارا من ذي قبل؟
نجح الأطراف المتصارعون في لبنان وعليه في تحويل أزمته السياسية – الاقتصادية – الإجتماعية مفاضلةً شخصية بين الرئيس اميل لحود وخصومه : أنت مع لحود او ضده ؟
حتى بعد أن تمّ التمديد للحود ثلاث سنوات إضافية ، فإن السؤال المطروح هو: أنت مع التمديد للحود أو ضده؟
يكاد التمديد للرئيس اللبناني أو رفضه يصبح غاية بذاته وليس وسيلة لغاية او غايات اخرى.
من حكايات جدتي التي كنا نتلهف لسماعها ونحن صبية..على رغم أكثرية الحكايات الجميلة والمشوقة .. كحكاية الغول والغولة.. وحكاية الغربال.. وحكاية العنزة والذئب.. وحكاية الرجل الذي توضأ باللبن فمسخه الله لقلقا.حكاية الغراب وما اقترفه من جرم في حق العرب.هذه الحكاية وأنا صغير كانت تخلق لدي حالة من الكره حيال هذا الغراب الذي أخطأ الحساب في ما قد كلف به.وكنت أتصور وضعنا الأسري المزري نتيجة طيش هذا الغراب الأرعن.بل كنت ألعنه كلما رأيته وأكلمه على علم أنه لا يسمعني لأنه بعيد ولعلمي أيضا أنه طائر أبكم.
يبدو أن خطب الإسلاميين العرمرمية التي كانت تشغل الدنيا بطولها وعرضها .. وتملأ سماء الجزائر وآذان الجزائريين صخبا ..وتحث على وجوب العمل بكد، والتهيؤ لإقامة المشروع الإسلامي .. ودولة الحق والعدل قد اندثرت من قاموس العمل الإسلامي نهائيا.حتى مستوى الحماسة قلَّ إلى حدود الصفر ولم يعد يرقى حتى إلى مجرد أضعف
لم تكن فرنسا في مسألة لبنان ذيلا لأميركا كما كانت بريطانيا في مسألة العراق . فرنسا كانت المبادرة ، هذه المرة ، وأميركا هي الملتحقة بها قبل ان تُضطر فرنسا الى التخلي عن الصدارة في محاولة يائسة لإنقاذ رهينتيها في العراق.
معروفة أغراض أميركا في الشرق الأوسط ، اذْ يمكن إختصارها بثلاث كلمات : إعـادة هيكلة المنطقة . ترى ، ما أغراض فرنسا ؟
قدرات فرنسا ونفوذها ومصالحها أدنى وأقل من تلك التي لأميركا . لذا فهي تعارض إنفراد أميركا بالمنطقة وسعيها الى احتكار خيراتها بمعزل عن أوروبا. ما تريده ، اذاً ، هو مشاركة اميركا وليس مزاحمتها.
فجأة تصدر لفظ "الجنجويد" المشهد الإعلامي العربي والعالمي بغرابته التي احتاجت التفسير فجاء التفسير ليكرس الإحساس نفسه، وانطلاقا من الأجواء المثيرة نفسها أطلق موسى هلال زعيم الجنجويد تحذيرا ينبغي التوقف عنده طويلا(حوار بجريدة الاتحاد 3 – 8 – 2004)، إذ قال: "دار فور ليست الأندلس". وهو بذلك إنما يشير إلى شعار يرفعه بعض المتمردين يدعو لطرد العرب "الغزاة" من أفريقيا ليعودوا من حيث جاءوا وهو أحد أدبيات عديدة يطمح مروجوها لطرد العرب من أفريقيا كما طردوا من الأندلس، فطالما أمكن طردهم منها بعد ثمانية قرون فلا يوجد ما يمنع من طردهم من السودان – أو القارة كلها – بعد خمسة عشر قرنا!!!
بعد جولةٍ محمومة من الصراع بين لاعبين متعددين ، محليين وإقليميين ودولييــن ، تمّ في الاسبوع الماضي ، بمعزل عن اللاعبين الدوليين ، " توافقٌ " جزئيٌ وغامض على مخرج لجانب من أزمة لبنان المزمنة والمستفحلة : التمديد للعماد إميل لحود ثلاث سنوات إضافية في رئاسة الجمهورية ، والتجديد للسيد رفيق الحريري أياما أو أسابيع أو شهورا أو سنين – لا أحد يـدري كمّ ! - في رئاسة الحكومة .