لطالما نشأنا وترعرعنا على أن "اليهود" يتصفون بالجشع والبخل والجبن وبحبهم الشديد لجمع المال بمختلف الطرق. لقد عشنا دهرا من الزمان ننام ونصحو على هذه النمطية التي أثبت الزمن خطأها وأسقطها الواقع المعاش في فلسطين وخارج فلسطين. نرى اليهود في العالم متضامنين ومتكافلين فيما بينهم ويدفعون بسخاء لدعم كيانهم في فلسطين. يدفع أغنياؤهم بسخاء وتكاد تبرعاتهم تصل إلى البلايين. ولا ننسى شعار الوكالة اليهودية "إدفع دولارا تقتل عربيا". (فـأين منظمات حقوق الإنسان من هذا الشعار حاليا؟) فأموال اليهود في أمريكا وفي أوروبا هي التي بنت وتبني المستعمرات في أرض فلسطين التاريخية وتهود القدس وتغير معالم الأراضي المحتلة. سيطروا على وسائل الإعلام والإنتاج السينمائي في مختلف أنحاء العالم وذلك، في المقام الأول، للترويج للمشروع الصهيوني وديموقراطية الكيان الصهيوني المهددة من جيرانها العرب. ونحن في المقابل، فلسطينيون وعرب على السواء، نختلق كل الأعذار كي لا ندفع فلسا واحدا في سبيل الدفاع عن وجودنا فضلا عن الدفاع عن حضارتنا وثقافتنا.
من الصعب الحديث عن المخطط الشاروني، القادم، أو قل: طبيعة الرؤية، المقترحة، في مسألة الانسحاب من قطاع غزة، دون ما مواجهة العديد من التساؤلات التي يثيرها مثل هذه "الرؤية"، وذلك "المخطط"؛ خاصة وأن تلك التساؤلات كانت، وما تزال، مصاحبة لعملية الجدال الشديد، على ساحة العمل الصحافي العربي, حول هذا الشأن.
من هذه التساؤلات: هل يمكن اعتبار الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، هو خطوة أولى على طريق خطة شارون: "فك الارتباط مع الفلسطينين، ومحاولة عزلهم في جزر كبيرة، عن طريق الجدار الفاصل(؟!).. وهل هو ـ من هذا المنظور ـ نوع من "تصدير" شارون لأزمة إسرائيل الداخلية إلى الساحة الفلسطينية(؟!)..
الجميع مع المفاوضات : أمريكا والاتحاد الأوروبي والفلسطينيون وسوريه وإيران ، الاّ اسرائيل ، فهي وحدها مازالت متحفظة حيالها الى إشعار آخر.
مناخ الحوار والمرونة هذا ليس سببه وفاة ياسر عرفات وتوافر فرصة للأخذ والعطاء ، كما يـقولون . ثمة أسباب أخرى تتعلق بكل طرف من الأطراف المتصارعة في المنطقة . أمريكا ، مثلا، لها أسبابها ودوافعها ، بدءا من العراق إنتهاء بلبنان ، مرورا بفلسطين وسوريه . لعل ورطتها في العراق هي الدافع الأساس لإشاعة جو من الإعتدال المفاجىء في مقاربتها لكل القضايا العالقة .
ماذا عن أمريكا في العراق ؟
بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني -الذي أصبح منذ ابتدأ رمزيا لا يسمن ولا يغني من قتل أو تدمير أو تشريد مبرمج على أيدي نازية القرن الحادي والعشرين، يتوجب علينا- نحن أبناء القضية- أن ننجز استحقاقات المرحلة بكفاءة واقتدار وسرعة قياسية. شعبنا يقاسي على كل الأصعدة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية. نعم هناك الاحتلال الجاثم على صدورنا ولكن على أي مؤسسة أو سلطة جديدة العمل قدر المستطاع على تخفيف الأعباء الثقيلة عن كاهل الشعب لاستمرار صموده.
خسرت السويد وأوروبا شخصية سياسيّة لا تعوّض , فآنا ليند وكما يقول المقربون منها ليست مجرّد ديبلوماسية تتقن فنّ العلاقات السياسية و الإصلاح بين المتخاصمين الدوليين, بل نجحت إلى أبعد الحدود في دمج السياسي بالثقافي والديبلوماسي بالإنساني وأضفت على مسلكيتها الديبلوماسية نزعة إنسانية كانت تسقطها على كل مواقفها , ولذلك كان الإنسان المعذّب والمستصعف على وجه التحديد يشعر بأنّ ليند كانت قريبة منه , تتفهّم وضعه وقضيته
في لبنان ، يدعو سياسيون معارضون ، هذه الايام ، الى إنجاز الإستقلال الثاني . انه ، في مفهومهم ، الاستقلال عن سوريه ، وطريقهم اليه قرار مجلس الأمن الرقم 1559 الذي ترعى تنفيذه الولايات المتحدة.
في العراق ، تجتاح القوات الاميركية المدن ، تقتيلاً وتدميراً ، بدعوى توفير الظروف المناسبة لإجراء إنتخابات نيابية ديمقراطية في 30 كانون الثاني / يناير المقبل. وهي رعت مؤتمر شرم الشيخ لتوفير دعم دولي لإجراء الانتخابات في ظل احتلالها البغيض لبلاد الرافدين .
"جيل الاستعلاء النووي الإسرائيلي"، كان تعبيراً أطلقناه منذ بضعة سنوات، أيام كان بنيامين نتنياهو رئيساً للوزراء في إسرائيل.. وهو تعبير كان، وما يزال، يؤشر، في تقديرنا، عن أن الجدل الدائر في إسرائيل، منذ عدة سنوات، حول المبادىء والأهداف الإسرائيلية، لا يدور فقط حول كيفية تحقيق هذه الأهداف والحفاظ على تلك المبادئ؛ ولكن يدور، أيضاً، في إطار "جيل جديد من السياسيين الإسرائيليين"..