ها هي نتائج الانتخابات المغربيّة تبين قوة الإسلاميين؛ فبعد حزب النهضة بتونس، ها هم الإسلاميون المعتدلون في المغرب يحتلّون الصدارة لأول مرة في التاريخ السياسيّ للمغرب، ولن يتوقف زحف الإسلاميين عند المغرب؛ فالتيار جارف يعمّ العالم العربي بأكمله.
فالشعوب تبحث عن هويتها الإسلامية؛ لقد جربت كل التيارات القومية واليسارية، وها هي الآن تعطي الفرصة للإسلاميين.
نعم! التيار الإسلاميّ قويّ في العالم العربي بتنظيمه وتجذّره في المجالات الاجتماعية والطلابية والنقابيّة؛ لكن هل الإسلاميّون قادرون على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية؟ هل هم قادرون على إبداع حلول لمشاكلنا الكبيرة التي تمتد إلى عهود؟
هل إسلاميّوا العالم العربي قادرون على تمثّل النموذج التركي؟ وماذا عن العوائق الداخلية والخارجية؟
ولا ننسى! تجربة التناوب في المغرب؛ حيث نبّه "عبد الرحمن اليوسفي" إلى جيوب المقاومة التي كانت له بالمرصاد لإفشال مشروعه، فلا تظنوا أن الأمور سهلة! فالإسلاميون كانوا يتمتّعون بوضع جيد في المعارضة, لكن المعارضة تختلف عن التدبير الحكوميّ ولنا في تجربة الاتحاد الاشتراكي خير نموذج؛ فبعدما كان الاتحاد القوة الرئيسية في المغرب
أصبح بعد مشاركته في الحكومات السابقة يحتل مواقع متوسطة لا تليق بتاريخه النضاليّ ولا بقوّته الجماهيريّة.
فالكثير من الباحثين والمحللين السياسيّين، يتوقّعون صعود الإسلاميين في العالم العربيّ، وسيطرتهم على المشهد السياسيّ, لكن ما نخاف منه هو عدم قدرة هذه الأحزاب الإسلامية على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية؟
فهل للأحزاب الإسلامية من برامج مفصلة؟
فهل لهذه الأحزاب من كفاءات بشريّة؟
فهل لهذه الأحزاب من استراتجيات سياسيّة واقتصاديّة وثقافيّة؟
فالطريق مليء بالأشواك، وغير مفروش بالورود، أمام الأحزاب الإسلامية، ولن نحكم عليهم للوهلَة الأولى؛ فالأيّام وحدها الكفيلة بذلك.
وندعو تلك الأحزاب التعلم من التاريخ، ومن التجارب الناجحة لحزب العدالة والتنمية التركيّ، وأن تستفيد من أخطاء الأحزاب اليسارية والقوميّة.
التدقيق اللغوي لهذه المقالة: افنان الصالح
التعليقات
إن نظام الحكم الذي لا يتعارض مع الأسلام وإنما ينسجم معه، ينسجم في الوقت نفسه مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله سبحانه وتعالى الناس عليها، ويتماشى مع قناعات الناس ويزيد انتماءهم الوطني وقناعتهم بالنظام العام والتزامهم بقوانين الدولة.
ففي النهاية كلنا مسلمون، فدعونا نعطي أحسن ما عندنا. وليكن التغيير بالتدريج وبالكثير من النقاش والاقناع والبراهين وليس بالجبر ولا التسلط. وليتسع صدرنا للمعارضن والمخالفين والمعادين لنهجنا.
وعندما نستطيع توفير الكرامة والأمن والعدالة وتحسين مستوى المعيشة لكل الناس، فإن جميع الأصوات المعارضة ستخفت وسنكسب الكثيرين لصفنا.
نسأل الله سبحانه وتعالى عونه وهدايته وتوفيقه.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة