التعليقات
تذكر عبد الناصر وتحن إلى أيامه وخطبه، و تحمد له مجانية التعليم و استقباله الطلبة العرب وإعطائهم المنح الدراسية، وتذكر حب الناس له وبعض مقولاته الرائعة. وذكر الناس بالخير وحمد أصحاب الفضل من شيم الكرام وأهل المعروف.
و أزيدك أن عبد الناصر كان أباً صالحاً و كان زوجاً صالحاً ولم يكنز لنفسه مالاً ولا ورّث منه شيئاَ، وأنه كان من أزهد الناس في مأكله وملبسه وكان عفيفاً شريفاً. كما أنه كان شهماً معتزاً بكرامته شاعراً بعزة أمته و معبراً عنها.
فتقبل الله منه أحسن ما عمل وجزاه خيراً،
لكن فضائله كانت لنفسه، وكانت لنا وعوده و طغيانه وسوء إدارته، واحسبها معي:
1- عبد الناصرعزل ملك مصر و السودان الملك فاروق الأول وحل مكانه رئيساً للجمهورية العربية المتحدة. كان الملك فاروق ملكاً على مصر و السودان، ولما مات عبد الناصر ترك مصر وقد سلخت منها السودان واحتل اليهود سيناء. أي أنه أضاع ثلاثة أرباع مساحة البلاد التي كان يرأسها.
2- كان لمصر لما غادرها الملك عام 1952 أربعمائة مليون جنيه إسترليني من الأرصدة تعادل اليوم نحواً من ستين مليار دولار، فلما مات ترك الخزينة خاوية على عروشها و القناة معطلة. كان الموظف البسيط يرتدي بذلة و كرافتة أيام الملك فتركه عبد الناصر يرتدي بذلة ممزقة. كان الطبيب والضابط وأستاذ الجامعة بكوات و بشوات أيام الملك فصاروا أيام عبد الناصر غلابة يسألون الله الستر.
3- كان الناس أيام الملك أحراراً يتحدى النواب الوزراء، ويتحدى النحاس باشا الملك، وتتحدى الصحافة هؤلاء جميعاً. فكمم عبد الناصر الأفواه وأصبح الواحد يخاف من ظله ولم تبق لأحد كرامة.
4- قتل عبد الناصر الرأسمالية الوطنية التي بنت المحلة الكبرى ، وقها، وإدفينا، و عشرات الشركات الكبرى التي كانت تبني البلد و تهتم بعمالها. هل جربت أن تفكر ماذا يكون عليه حال مصر اقتصادياً لو لم تقم ثورة يوليو.
5- قتل عبد الناصر الروح الوطنية في الجيش فما عاد أحد يتكلم بكلمة ولا يناقش شأناً عاماً، وكيف يقاتل جيش عناصره مقهورة مكبوتة؟ كيف يمتلك هؤلاء الضباط عنصر المبادرة في الحروب وما تربوا إلا على الإذعان؟ و كيف تتصرف قيادة الأركان وشعبة العمليات في الحرب إذا كانت مغيبة عن المعلومات وسلطة اتخاذ القرار؟
6- سدد عبد الناصر لفكرة الوحدة العربية ضربة شديدة بسوء إدارته لدولة الوحدة. وما فات عبد الناصر أدركه تلميذه القذافي حتى زهد الناس في الوحدة ونفروا منها.
7- مع احترامنا و تقديرنا لمزاياه الشخصية، فقد كان مظهر عبد الناصر أمام الناس وزعامته أهم لديه من الدنيا وما فيها، أهم من مصر، ومن القدس و الجولان وسيناء، ومن دماء آلاف الأسرى الذين ذبحهم اليهود. وإلا كيف تفسر رفضه لعرض كوسيغين و جونسون يوم 26/6/1967 بإعادة كل الأراضي العربية المحتلة مقابل اعترافه بإسرائيل. وكيف تفسر إخفائه لسر إعدام إسرائيل للجنود المصريين الأسرى وهو يعلم علم اليقين كم شخصاً أرسل للقتال و كم شخصاً عاد.
والله إن صوت عبد الناصر محبب و أن طلته آسرته ولكن هذا لا يكفينا.
نعم لعبد الناصر الإنسان، ولا لعبد الناصر الحاكم .
نحن نريد حاكماً عادلاً يحفظ علينا كرامتنا وقوْتنا وأرضنا.
عبد الناصر ينفع أن يكون صحفياً أو نائباً أو سفيراً لكنه بالقطع لا ينفع أن يكون حاكما. وكانت رئاسته من النكبات العظمى التي ابتليت بها أمتنا.
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة