لم يكن غريبا ولا مفاجئا رد رئيس الحكومة أحمد أويحيى أمام نواب المجلس الشعبي الوطني فيما ينطوي عليه مصطلح المصالحة الوطنية.. التي حصرها في جملة مسائل تندرج كلية ضمن كل ما هو اجتماعي دون غيره.ولو أن هناك من سجل عليه نقاطا متعلقة بجانب تغييره للهجته حيال مصطلح المصالحة الوطنية التي تعد اليوم سنام السياسة العامة المنتهجة من قبل الحكومة وروافدها.بيد أن خطابه أمام جمع النواب بيَّن أن الرجل لم يتغير .. ولم يتبدل ولم يكن مهادنا أو متلونا يلوك المفردات دون توضيح مراميها.فأحمد أويحيى كان واضحا جدا في تعاطيه مصطلح المصالحة الوطنية التي كانت تبدو للوهلة الأولى أنها تعني تقارب الرؤى مع كل القوى الفاعلة في البلاد . .وتجانس العمل السياسي لكل من السلطة مع المعارضة.كل هذا لم يكن في أجندة رئيس الحكومة أحمد أويحيى الذي كانت أمارات النصر المظفر بادية على محياه.بعد أن فاز عبد العزيز بوتفليقة بنسبة 84.99 .هذه النسبة التي تعد شراكة بين التحالف الثلاثي وأحمد أوحيى هو بمثابة مهندسها.لقد كانت المصالحة الوطنية تعني فيما تعنيه ولو تقاربيا الصلح مع الخصم .ومعلوم أن الخصم هو الجبهة الإسلامية للإنقاذ بفلولها.لكن كل من هذا الأمر لم يطرح البتة في خطاب أحمد أويحيى بل جاء مؤكدا على ماكان يطرحه في السابق من أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ملفها طوي نهائيا.ورجوعها إلى النشاط السياسي مستحيل المستحيلات.فالذي " خرج من الباب لا يمكن له أن يرجع من النافذة" يقول أحمد أويحيى.وحتى وإن كانت المصالحة الوطنية تعني التنازل عن بعض الطروحات في جانب التعامل مع أفراد هذا الحزب فلا يعني إطلاقا قبولهم كأنداد.فشأنهم شأن أي مواطن رجع إلى جادة الصواب.والدولة وحدها الكفيلة بأن تضعهم ضمن الخانة المناسبة التي تليق بهم. وقد كان قانون الرحمة الذي سنَّه الرئيس الأسبق اليامين زر وال واضحا في هذا الشأن .وقانون الوئام المدني أيضا كان أكثر تفصيلا في مسألة التعامل مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ.وهو مضمون الخطاب الذي ألقاه أحمد أويحيى عندما عرَّج على ملف الجبهة الإسلامية للإنقاذ.إن السلطة ممثلة في أحمد أويحيى كانت واضحة مند بداية الأزمة حول ملف الفيس .وأنه ملف مغلق لا يمكن له أن يفتح إطلاقا.وحتى الذين يراهنون عليه من أجل أكل الخبز باسمه والحديث عن المظالم باسمه ..لم تعد لهم حجة بعد أن بايع الأكثرية مسعى المصالحة الوطنية التي أخذها مغنما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شعارا رئاسيا له وفاز على إثر هذا الشعار.والذين لا يزالون على وهم التواجد السياسي لهم ممن ينتمون لحزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ.فبإمكانهم وضع خطاب أحمد أويحيى أمام البرلمانيين كمرجعية لهم وكانطلاقة لهم في تعاملهم مع الواقع السياسي .لأن أحمد أويحيى يقول " بأن الأزمة السياسية انتهت نهائيا،و لم يعد لها وجود بما أن الشعب للمرة الثالثة ينتخب رئيس جمهورية وللمرة الثانية ينتخب نواب المجالس المختلفة ".. كما أن الذين تغيروا سياسيا من فلول الجبهة الإسلامية للإنقاذ وتعاطوا مع السياسة السلطوية ظنا منهم أنهم سيلقون جزاء وشكورا من لدن النظام القائم.فهاهي ذي إجابات أحمد أويحي جلية كفلق الصبح تقول أن لا مكان لهؤلاء سياسيا.وإن كان لهم مكان فشأنهم شأن أي مواطن عادي يمتزج مع حياة العاديين البسطاء.وحتى المصالحة الوطنية التي كانت حكرا على الجبهة الإسلامية للإنقاذ فقط.فهاهو ذا أحمد أويحيى يخطفها منهم لتصبح عجينة طيعة بين يديه.فهل راجع الذين منحوا صكهم أبيضا للمصالحة الوطنية ومن أجل انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أنفسهم أنهم أعلنوا وفاتهم قبل أن يعلنها أحمد أويحيى أمام البرلمانيين وهو يشرح برنامج حكومته؟.. وهل كان الفيسيون يعلمون مسبقا أن النظام الجزائري لا يقبل بأي حال من الأحوال الأنداد و الإملاءات السياسية من أي طرف كان .. وأنه يقبل الآخر للضرورة القصوى عندما يرى الآخر راضيا شريطة أن يبقى فاعلا ومهيمنا دائما؟.إن سنوات التسعينات ولَّت وأدبرت ومن يمتلك الحل فبلغة المستقبل لا بلغة كان لنا شأن.. أو يجب أن يكون كذا ولا يجب أن يكون كذا.. فموازين القوى لوحدها القادرة على ترجيح الكفة لطرف دون طرف،ووحدها موازين القوى التي تحدد السياسة العامة.هذا ما كان يريد أويحيى أن يفهمه المتشبثون بأسمال الجبهة الإسلامية للإنقاذ.لأن الجبهة الإسلامية للإنقاذ كحزب سياسي أصبح من التاريخ والتاريخ كيفما كان لن يعود بحيثياته.فما بالك بالذي مات وانتهى وقضي أمره .فهل من لبيب فهيم ؟؟؟؟؟

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية