التعليقات
تأتي حلب لهذا الاحتفال بتاريخها وعظمتها منكسة الرايات والأعلام وقد كانت عاصمة البلاد منها الرؤساء والزعماء وقادة الجيوش و الشعراء،
تأتي حلب لهذا الاحتفال عابسة حزينة لما عانته من إهمال و تهميش وعدوان دمر قلبها وسواه بالأرض تحت زعم التحديث ، فهدموا آلاف المباني التاريخية وما عمّروا شيئًا ولا أحدثوا خيرًا،
تأتي حلب لهذا الاحتفال مجردة من حليّها وزينتها وقد كان يقف بساحاتها الشعراء و الأدباء يحفل بهم الناس ويطير صيتهم في أقاصي الأرض من أمثال عمر أبو ريشة وعمر بهاء الأميري وخير الدين الأسدي وسامي الدهان وخليل هنداوي وعبد الله يوركي حلاق وسامي الدهان وفريد جحا و الشيخ جميل العقاد وعشرات غيرهم ،
تأتي حلب لهذا الاحتفال مكممة الفم إذ توقف عن الصدور فيها نهائيًا يوم الثامن من آذار عام 1963 تسع جرائد عربية يومية هي: برق الشمال، الميزان، آخر دقيقة، الجمهورية، اللواء، نداء العروبة، الحدث، الاتحاد، الدستور؛ وجريدتان أرمنيتان هما: يبراد، ونور سيرونت؛ وجريدتان فرنسيتان هما : لاسيري، وليكلير دو نور؛ وعشرة مجلات شهرية هي : الطفل ، الإحسان، المعرفة، اليقظة، الرائد، الرسالة الزراعية، الرابطة، مجلة كلية ضباط الاحتياط، السنابل، نشرة نادي الروتاري.ولم يبق فيها إلا غراب بشع ينفر الناس منه اسمه جريدة الجماهير.
تأتي حلب لهذا الاحتفال والدموع في عينيها حزنًا لفرقة قسم كبير من أبنائها، ضاقت سبل العيش بهم في بلدة غنية تميزت بالأنشطة الزراعية والصناعية والتجارية منذ بدء الخليقة، و كانت ممرًا لطرق التجارة العالمية وكان بها عام 1850 سبعة عشرة قنصلية أجنبية. فلما أن جاء الزمان الكالح عزّت اللقمة على الكثيرين من أبناء حلب فساحوا في أرجاء الأرض يبتغون الرزق حتى لا تكاد تجد بيتًا يخلو من مهاجرين و مسافرين وغيّاب.
هل سيذكر القائمون على الاحتفال ذكرى مرور ثلاثمائة عام على وصول أول مطبعة لحلب عام 1702 و على صناعة أول مطبعة عام 1730. وهل سيرفعون في هذا العام الضرائب و الرقابة عن الطباعة لتستعيد حلب ريادتها في هذا المجال. من المؤسف أن رزق الله حسون قد أصدر جريدة مرآة الأحوال منذ عام 1850م ويعجز أهل حلب اليوم عن إصدار جريدة واحدة إضافة للجريدة الحكومية المنبوذة. هل سنرى خلال عام 2006 مولد العديد من المجلات و الجرائد كما كان يحصل كل عام خلال العهود العثمانية و الفرنسية والعهد الذهبي عهد الخمسينات أو فجر الاستقلال.
هل سنرى القائمين على هذا الاحتفال يعلنون إنشاء مراكز ثقافية جديدة في المناطق الجديدة بحلب وفي قراها البعيدة. هل سيسمحون بفتح المساجد خارج أوقات الصلاة ليستفيد الناس من مكتباتها الكبيرة.
هل سيعتنون بإنشاء معهد للموسيقى العربية لتأصيل الطرب الحلبي وتدريسه ونشره عالميًا.
هل سنرى مهرجانات ومعارض للكتب تباع فيها الكتب بأسعار تطالها يد الفقير كما فعل المجمع الثقافي في الإمارات الذي باع الكتاب بدرهم مهما غلى ثمنه وعلت تكلفته.
[color=blue] [color=blue] [color=blue] [color=blue] [color=blue] [color=blue]
RSS تغذية للتعليقات على هذه المادة