الأولى: دعوته إلى تقريب الفجوة بين العالم الإسلامي والغرب
والثانية: في رفض التخلف وتبعاته من الجهل والإرهاب والظلامية التي تعيش فيها الأمة
وفيما عدا ذلك فأختلف معه في معظم ما كتبه، وبخاصة حول التفسير والمفسرين، وهجومه على الأزهر، وذلك لأن كل ما ذكره يبتعد عن الموضوعية والمنهجية العلمية، وإنما هي أقوال بلا أدلة تنطلق كسهام طائشة بهدف نسف جهود العلماء وقتل علم التفسير، وتحميل تبعات التخلف الذي تعيش به الأمة للأئمة والعلماء السابقين، بقصد التحلل من المسئولية ورمي التهمة على الآخرين.
وابتداء نقول إن العلماء بشر، والخطأ جائز عليهم كغيرهم، ولكن أن نحملهم مسئولية التخلف والواقع الفاسد، ونتهمهم في أماناتهم ونتنكر لجهودهم فهو بهتان عظيم نبرأ إلى الله منه، وإنما السبب الحقيقي في التخلف هو منظومة القيم الفاسدة التي تعيش بها الأمة من استبداد وظلم وجهل ونحو ذلك، وهذه علاجها لا يكون بالحملة على تراث أهل العلم، وإنما بتعزيز الرقابة والفاعلية وإحياء الشورى والعدل والقيم النبيلة، وإقامة النهضة العلمية والتكنولوجية، والاستفادة من تجارب الأمم الأخرى.
نعود إلى مسألة علم التفسير، فالتفسير علم نشأ بسبب الحاجة إليه بعد عصر النبوة، فقد ضعف الحس اللغوي عند العرب بعد احتكاكهم بالأعاجم، وانتشرت الأحاديث المكذوبة والموضوعة، فكان لا بد من فرز المأثور الصحيح من غيره، وهو علم له قواعده وضوابطه، ومصدره النقل المأثور أو اللغة، وهنالك أكثر من خمسة عشر علما ينبغي للمفسر أن يلم بها، وقد حددها الطوفي بما يلي:
1ـ علم الغريب، 2ـ علم التصريف، 3-علم الإعراب، 4- علم القراءات، علم الموجودات أو علم الحكمة، 4- علم أصول الدين، 5- علم التاريخ، 6- علم الوعظ، 7- علم الناسخ والمنسوخ، 8- علم أصول الفقه. 9- علم الفقه، 10- علم المعاني، 11- علم البيان.
والسمين الحلبي يرى أن أوثق العلوم بكتاب الله بعد تجويد ألفاظه بالتلاوة خمسة علوم، وهي: علم الإعراب ، علم التصريف، علم اللغة، علم المعاني، علم البيان .
وقد ذكر السيوطي خمسة عشر علما للتفسير، منها العلوم التي سبق ذكرها، وأضاف عليها: 1ـ علم البديع، 2ـ أسباب النزول. 3ـ الأحاديث المبينة لتفسير المجمل والمبهم. 4ـ علم الموهبة .
وهذه العلوم والقواعد لو دمرناها، وسمحنا لكل مسلم أن يكون مفسرا لكتاب الله، فسوف يزداد الخلاف ويكثر التطرف ويكون هنالك من المفسرين بأعداد المسلمين حول العالم، وتضييع المرجعية الفكرية، وتعم الفوضى الدينية، وكل واحد يعتبر نفسه الحجة والمرجع، وهناك فرق بين الفهم والتفسير، فيجب على كل مسلم أن يفهم كلام الله، ولكن لا ينبغي لكل واحد أن يكون مفسر لكتاب الله، فكتاب الله فيه التشريع والقوانين والفقه وهو المرجعية لحياة المسلمين بكافة أنشطتها، فلا ينبغي أن نكلف كل مسلم بتفسيره وأن يلم بعلوم الدين واللغة حتى يكون أهلا لذلك، فهذا ليس ميسورا لكل واحد، لذا كان لا بد من وجود متخصصين بهذا العلم لمساعدة المسلم على فهم كتاب ربه، وتعدد وجوه التفسير فيه سعة للناس ومجال للاجتهاد.
دعا جمال البنا إلى إلغاء كتب التفسير، وذلك في كتابه (ما بعد الإخوان المسلمين) قائلا ص (126-127): "فالتفاسير التقليدية : الطبري، القرطبي، ابن كثير، الرازي، الزمخشري، محشوة بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، والآثار عن السلف وغيرها من الإسرائليات المنقولة نقلا حرفيا أو محرفا، فضلا عن تأثرها بثقافة المفسر نفسه، فإذا كان معتزليا لغويا كالزمخشري أعطى تفسيره مسحة معتزلية، وإذا كان سلفيا كابن كثير والطبري اعتمد على النقول والمرويات..إلخ، أما التفاسير والبحوث التي وضعها المستشرقون فإنها تنطلق من نقطة ثابتة وهي أن القرآن كتاب كبقية الكتب، وفكرة أنه من عند الله مستبعدة تماما، لأنهم ببساطة لا يؤمنون بالله أصلا، أو لا يؤمنون بالدين الإسلامي، وينسج على منوالهم من الأدعياء والمقلدة الجديدة التي لا تفضل مقلدة الأسلاف، وقد تخلص المجتهدون الجدد في تفسير القرآن الذين بدأوا بمحمد عبده، وعدد كبير من الشيوخ من المدرسة الحديثة التي تضم الشهيد سيد قطب، والدكتور مصطفى محمود، والدكتور شحرور وغيرهم، من معظم ما جاء في التفاسير من إسرائليات، ولكن بعضهم أخذ بدعاوى النسخ وأسباب النزول..إلخ، كما أنهم أضافوا من عند أنفسهم إضافات متعسفة متأثرين باتجاهاتهم، مثل الاتجاه اللغوي عند الدكتور شحرور في كتابه: الكتاب (القرآن)، ومثل فكرة الحاكمية الإلهية عند الشهيد سيد قطب في الظلال، ومثل التقدم العلمي واتفاقه مع القرآن عند الدكتور مصطفى محمود، وكل ما جاء به هؤلاء على اختلاف وتفاوت مشاربهم دليل لا يدحض على صدق ما يروى عن رسول الله: من قال في القرآن برأيه فأصاب، فقد أخطأ" .
وبهذا التحليل الموجز لكتب التفسير يتوصل المؤلف إلى النتيجة التالية، يقول ص (128-129): "نقول لهؤلاء السادة ليس هنالك داع أصلا لتفسير القرآن، للاعتبارات التالية:
إن أي تفسير لا بد وأن يمثل إسقاطا بشريا على الوحي الإلهي، وهو مرفوض رواية ودلالة، لأنه تحكيم للأدنى في الأعلى، الظنون في اليقين، وإنه لا بد أن يسفر عن إساءة أو انتقاص بحكم القصور البشري.
إن التفسير الوحيد المؤتمن الذي لا تعلق به شائبة هو تفسير القرآن نفسه بنفسه…
إن القرآن نزل أساسا لهداية الناس، لتحويلهم من الظلمات إلى النور، وهذا ما يحققه القرآن بطريقته الخاصة والفريدة من نظم موسيقي إلى تصوير فني إلى معالجة سيكيولوجية للنفس الإنسانية… وقد حقق القرآن الكريم غايته في خلق النفس الإيمانية أفضل تحقيق في العهد النبوي حيث لا تفاسير ولا شروح، وعاش الصحابة وقاموا بإنجازاتهم العظيمة، وختموا حياتهم وهم لا يلمون بشيء مما وضعه المفسرون من فنون".
هذه الدعوة التي يطلقها المؤلف هي من الخطورة بمكان، فهو يحصر الثقافة الإسلامية بالقرآن وحده من دون تفاسير، فهو يحرم المسلمين من جهود وثمرات عقول مفسريهم بحجة أنها إسقاط بشري على الوحي الإلهي، علما أن الله في القرآن نفسه دعا إلى تدبر آياته وسوره، وبين أن معانيها لا يحاط بها، وأنه أنزله بلسان عربي مبين، وطلب منا سؤال أهل الذكر عندما نجهل شيئا، وأمرنا بالتفقه بالدين، وهذه الأمور كلها مدعاة للبحث والتفكر في القرآن، ولذلك يؤثر عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: (لو ضاع لي عقال بعير لوجدته في كتاب الله تعالى ) . وقال ابن مسعود: (من أراد علم الأولين والآخرين فليثوِر القرآن) . وهذا الرأي الذي ذهب إليه جمال البنا لا يوافقه عليه أحد من سلف الأمة ولا من العلماء الأجلة، فهو رأي خاص به، وإذا علمنا أن الوحي هو في الأصل خطاب إلى الناس جميعا، وأن الناس تتفاوت أرزاقهم في العلم والفهم، ومن ثم تتباين مقادير فهمهم للقرآن، فيعطي الله كلا منهم من سعته، ويرزقه من العلم ما يشاء، ومن ثم تتباين كتب التفسير من شخص لآخر، ومن عهد إلى آخر، ولا يعني هذا أنه إسقاط لفهم بشري على الوحي الإلهي، لأن التفسير لا بد له من منهج يرتكز إليه، وأدلة يقوم عليها، سواء كانت من المأثور أو المعقول أو اللغة. وإنما يصح قول المؤلف في حالة واحدة فقط لو كان المفسر يفسر بلا منهج، ويعمل رأيه في الآية بغير دليل، فهذا هو الإسقاط البشري على الوحي الإلهي، وهذا لا يتم إلا إذا ألغينا كتب التفسير، وبدأ كل واحد يفهم القرآن على طريقته الخاصة، وهو ما دعا إليه المؤلف من حيث لا يشعر !.
بقيت مسألة عدم الحاجة إلى كتب التفسير، فمعلوم أن النحو أيضا لم يكن موجودا في عصر الصحابة، وكانوا يتكلمون العربية الفصحى بسليقتهم من غير حاجة إليه، ثم اقتضت طبيعة الحياة، وتطور الظروف والأحوال، والاحتكاك بالأمم الأخرى إلى تدوين العلوم، زمن بين هذه العلوم: النحو والتفسير وغيرها، وتدوين العلوم هو ما نفخر به في تراثنا الإسلامي، وإلا لضاعت واندثرت مآثرنا العلمية كلها، فالقول بعدم وجود التفاسير في عهد الصحابة لا يعني عدم الحاجة إلى هذه التفاسير، لأن الصحابة كانوا يفسرون القرآن للناس ولكن لا يكتبون، فجاء من جمع ما نقل عنهم في هذا الصدد وعن النبي صلى الله عليه وسلم، وسمي هذا بالتفسير بالمأثور، ثم نشأت بعد ذلك مدارس التفسير الأخرى، ثم إننا لنتساءل: هل يعني عدم وجود الشيء في عصر الصحابة عدم مشروعيته؟ لقد كان أكثر الصحابة أميين لا يعرفون الكتابة، ولا الرياضيات، ولا الكيمياء، وفتحوا العالم بجهادهم، فهل نستطيع اليوم أن نحقق بعض ما أنجزوه في خدمة الدين الحنيف بمعزل عن هذه العلوم وغيرها من علوم العصر الحديث؟ إنها دعوى خطيرة يراد منها حرمان الأمة الإسلامية من جهود علمائها السابقين، وعدم الاستفادة من الدراسات القرآنية، والتشكيك بكل الدراسات الجادة التي قامت لخدمة الوحي الإلهي المقدس.
حمل الكاتب على تفسير الظلال، واعتبره في مقدمة التفاسير المسئولة عن الشقاق السياسي في العالم العربي، ومن الشطط إصدار حكم كهذا بلا دليل، فالعالم العربي ممزق لأسباب سياسية واقتصادية مختلفة، ولا ينبغي أن نحمل كتابا بعينه مسئولية التخلف والتمزق، إن تفسير الظلال لا يعدو أن يكون تفسيرا أدبيا، وقد لاقى رواجا لأنه جاء بأسلوب عصري وعالج قضايا معاصرة، وقد ترجم إلى عدد من اللغات الحية في العالم، وأعيدت طباعته مرارا في اللغة العربية، وقد سجل العلماء إعجابهم بما صنع سيد قطب في الظلال، لما في الظلال من منهجية وتجديد وأصالة في آن معا، وقد استفاد سيد قطب من تلمذته على العقاد، ومن ثقافته الواسعة واطلاعه على الآداب الغربية، وقد عده الأستاذ محمد النويهي في مقدمة كتابه (ثقافة الناقد الأدبي) من النقاد الشباب الذين لهم مستقبل أدبي مبشر، وسنكتفي بذكر بعض أقوال أهل العلم من المتخصصين بالتفسير في هذا الصدد:
1 - قال الدكتور عدنان زرزور عن سيد قطب بأنه: "أول مفسر في تاريخ القرآن الكريم أبرز الوحدة الموضوعية في السور القرآنية المفردة طالت أم قصرت، أبرزه بشكل عملي مكتوب، أو طبقه أروع تطبيق وأعمقه في كتابه العظيم رحمه الله، والذين سبقوا سيدا من المفسرين منهم من لم يلاحظها ولم يسلم بوجودها، ومنهم من ذهب إلى القول بها، ولكنه عجز عن ملاحظتها وتقديمها فيما كتبه للناس من تفسير لكتاب الله تعالى" .
2 - وقال الدكتور نور الدين عتر : "ولقد لفت هذا التفسير الفريد في هذا العصر ـ في ظلال القرآن ـ إليه الأنظار، لأنه استطاع أن يملك ناصية البيان الأدبي في عرض المعاني، وناصية الذوق الأدبي في فهم أسرار إعجاز القرآن، ثم المنطلق المعاصر الذي عني به، وهو إبراز إعجاز القرآن في فن التصوير، حتى إذا استطاع أن ينال الاعتراف به والإعجاب، إذ سبق وبادر لإثبات إعجاز القرآن وفق مقياس أدبي فني حديث. هو فن التصوير، وأن يقدم تفسيرا كاملا للقرآن يبرز فيه مصداق هذه النظرية" .
3 - وفي حديثه عن منهج التذوق الأدبي في التفسير، قال الدكتور فهد الرومي: "لم أكد أجد في الجادة إلا أثرا لقدمين هما لرجل واحد، تمشيان فيه بعزيمة وثبات، كأنما تسيران على خط شق لهما من قبل، بل كأنهما تسيران على نور البصيرة والبصر، وعدت أسائل نفسي: أ يعد طريق يبس إلا من قدمين اثنتين من مناهج التفسير؟ وكان جوابها وأحسبه حقا: أن المناهج كلها تبدأ كذلك، ثم يكثر سالكوها، وهي أول أمرها تعد منهجا. إذا لا تثريب عليّ إن اعتبرت تفسير سيد قطب رحمه الله تعالى منهجا في تفسير القرآن الكريم وحده" .
4 - ويقول الدكتور محمد إبراهيم الشريف: "وإذا ما كانت خلاصة الرأي في تجربة قطب أنها تفسير لذاته وليست تفسيرا للنص، فأحبب به من تفسير وأهلا بها من تجربة يلتحم فيها المفسر بالنص القرآني كأنهما وجها عملة واحدة، فإذا ما تأمل ذاته فكأنما يتأمل النص يتبين فيه مغزى التنزيل وحكمته، وما يكون فيه من مواعظ وعبر واهتداء، وإذا ما تجاوز تفسير النص إلى تعمق ذاته، فإنما لتدبر هذا النص وتأمله، وبيان أثر التأمل العقلي في نفسه أو النفس الإنسانية عامة، وهو المغزى العالمي الشامل الذي تدركه القلوب المتفتحة على الخير، والتي لا تكون عليها أقفالها" .
5- وفي حديثه عن دراسة التناسب القرآني عند سيد قطب قال الأستاذ أحمد أبو زيد: "وقد كان أحسن من تعمق في هذا الباب، وإذا كان لأحد من المحدثين فضل في فتح أبواب جديدة لبلاغة القرآن، والكشف عن أوجه رفيعة من التناسب في هذه البلاغة، فلهذا الرجل الذي ارتاد في دراسته آفاقا جديدة، فكشف النقاب عن أوجه من التناسب في النظم القرآني لم يكشف أحد عنها قبله" .
إن هذه الشهادات وهي من علماء متخصصين في الدراسات القرآنية واللغوية، وهم ينتمون إلى بلاد شتى ومذاهب فقهية مختلفة، لتؤكد على أهمية الظلال، ولكن هذا لا يعني أن الظلال بريء من المآخذ والملاحظات، فمن المآخذ على الظلال بناء على ما كتبه المتخصصون في هذا المجال ما يلي:
1 - إيراد بعض الأحاديث الضعيفة من غير بيان درجتها، وينسبها أحيانا لغير كتب الرواية، وتخريجه الحديث أحيانا من غير الكتب المعتمدة في الحديث، ولعل ظروف سيد قطب كانت هي السبب في ذلك، فقد كان يكتب تفسيره في ظروف استثنائية صعبة.
2 – يرى بعضهم أن سيد قطب يقع أحيانا في أساليب أدبية بحتة لم تهذبها العقيدة الصحيحة.
3 - الاستطراد في أبحاث لا رابطة قوية لها بالآية التي يفسرها أحيانا.
4 - تكراره الحديث عن بعض الموضوعات في الظلال.
5 - عدم إيراده لبعض الروايات المأثورة أحيانا، عندما يفسر آية ورد في تفسيرها بعض الروايات والأحاديث.
6 - عدم اتباعه طريقة موحدة في تسجيل دلالات الدرس وحقائقه وإيحاءاته، وعدم اتباعه طريقة موحدة في تفسير الآية.
7 - عدم اتباعه طريقة موحدة في تفسير غريب القرآن .
ومن الشطط النظرة إلى الظلال على أنه تفسير سياسي، فهو تفسير يتبع المأثور، وقد راجعه العلامة محمد أبو زهرة، وأجازته الرقابة العربية في معظم أقطارها إن لم يكن في كلها، وقد رأيت إعلانات له في تلفزيون مصر، وكانت تبث حلقاته من إذاعة نداء الإسلام ويعد حلقاته الدكتور زهير الأيوبي، وبعض المسئولين العرب يعتبرونه ضمن مراجعهم في مؤلفاتهم، وهو تفسير أدبي كما أسلفت، وسبب انتشاره يعود لأسباب أدبية وفنية تمتع بها، ولا يخلو كتاب من ملاحظات وأخطاء، والعصمة للأنبياء عليهم السلام، والأمة الفاعلة هي التي تقيم مجالس الحوار والمناقشات التفاعلية لكي تنتفع بكل الآراء، وليست تلك التي تصادر حق التعبير أو تحمل كتابها مسئولية كل شيء.
إن القرآن هو روح هذه الأمة والإسلام هويتها، وكتب التفسير وعلماء الدين والأزهر الشريف سيبقون ما بقي الدهر مرجعا لهذه الأمة، وأفضل من الدعوة إلى الإلغاء والإقصاء هو الدعوة إلى الحوار والانفتاح، ولنأخذ من كتب التفسير ما صفا وندع ما كدر، ولا نكن مثل هولاكو الذي دمر تراثنا حرقا وغرقا ونحن ندمر ما بقي منه بالتشكيك به والدعوة لنبذه وإلغائه، وقبل أن ندعو إلى الحوار مع الغرب ينبغي أن يتحاور أبناء الأمة فيما بينهم، هذا إذا كنا نبحث عن مكان لنا تحت الشمس، ونؤمن بأن لنا مستقبلا في غد مشرق، وما ذلك على الله بعزيز.