باركنا لها حين وطأت قدميها في مجلس البلدي.
وقدمنا تهانينا القلبية حين ظلت تحت قبة البرلمان في مجلس الأمة.
إنها المرأة الكويتية التي كانت ومازالت تقدم الكثير بسخاء في مختلف الميادين الحياتية بكل فاعلية وكفاءة ، ويشهد التاريخ الكويتي لما سطرته المرأة على أوراقه من عطاءات جليلة في المجال الثقافي والاجتماعي والسياسي وحتى الاقتصادي، وهذا الأخير الذي أود التطرق إليه في مقالي هذا .
ولكن قبل الشروع في التفاصيل لا بد أن أوضح أننا في المجتمع الكويتي نسعى إلى تطبيق مفهوم " تبادل الخبرات" مع مختلف المجتمعات الشرقية والغربية ، وهذه العملية تحتاج إلى دقة متناهية حتى لا يكون هناك لبس بين مفهومين متضادين " تبادل الخبرات " و " تقليد الأعمى" فشتان ما بينهما ، وعلينا الاستفادة من تجارب الآخرين وتعلم من نجاحاتهم وتطبيقها على حياتنا بعد صياغتها حسب ما يناسبنا .

وبما أن الجانب الاقتصادي من أهم ركائز التي تعتمد عليها الدول فعلينا أن نسعى جاهدين إلى تطوير هذا المجال والبحث عن أفضل الطرق والوسائل التي تنشط الحركة الاقتصادية وتجعلها مرنة ومنفتحة .

وما كانت هذه الإطالة في التمهيد إلا لكي أطرح في ذهن القارئ ذاك السؤال الذي جال في مخيلتي منذ فترة ألا وهو : إلى أي مدى تهتم دولة الكويت بالعمل الاقتصادي النسائي ؟ وما هو الدعم والتشجيع الذي تتلقاه سيدة أعمال كويتية من قبل القطاعين الحكومي والخاص ؟؟

حقيقة لا يختلف عليها اثنان وهي أنه في الآونة الأخيرة سارت المرأة على درب العمل الحر، ولم تكتف بما حصلت عليه من الوظائف الحكومية أو الخاصة بل خاضت مغامرة العمل الحر بكل تعقيداته وصعوباته ، وتحدت العديد من العقبات التي وقفت حجرة عثرة في طريقها ، وخير دليل على ذلك المعارض النسائية التي بدأت تتوسع وتنتشر بشكل ملحوظ في المجتمع الكويتي وتلاقي إقبالا كبيرا وإعجابا جماهيريا من مختلف الفئات ، بالإضافة إلى الاهتمام الإعلامي الكبير من مختلف وسائل الإعلام .

فكلما أرى هذا النشاط الاقتصادي النسوي أتذكر ما قاله لي الدكتور خالد المذكور حين التقيت به في منتدى سيدات الأعمال في الشارقة سائلا : لماذا لا يوجد لدينا في الكويت جمعية أو رابطة متخصصة تحتضن سيدات الأعمال وتهتم بشؤونهن وتتابع أمورهن ؟ كان سؤال الدكتور في محله ولكنه سبقني في طرحه ، وكنت أسأل نفسي بعد أن لاحظت الجهود الكبيرة لمجلس سيدات أعمال التابع لغرفة التجارة والصناعة ودوره الرائد في تنظيم الفعاليات والمؤتمرات والملتقيات النسائية باستمرار في الإمارات ، كما لهذا المجلس فروع في كل إمارة على حدة ، وضم إجمالي عدد سيدات أعمال تصل إلى 10677 سيدة في الإمارات العربية المتحدة .



ولا أقصد من كلامي هذا نكران دور الجمعية الاقتصادية الكويتية أو الجمعية الثقافية النسائية لما يقومون من جهود جبارة في مجالاتهم التي قد تكون قريبة لما اطرحه من أفكار، ولكنني أطالب وأشجع أن تكون هناك جهة تتمتع فيها المرأة باستقلاليتها ، ويتوفر لها المناخ الخاص ويعزز دورها في مسيرة التنمية الاقتصادية وتوطين كافة القطاعات التجارية ، ونطمح لكي نباركها ونقدم لها تهانينا الحارة عند سماع خبر إنشاء مجلس سيدات أعمال.. ولكن كويتي .

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

nashiri logo clear

دار ناشري للنشر الإلكتروني.
عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

 

اشترك في القائمة البريدية